-A +A
نوف محمد
يشهد الجميع في عالمنا المعاصر مدى التطور التكنولوجي الكبير والمتسارع، وما نتج عنه من أجهزة وألعاب مختلفة أصبحت في متناول الجميع، ولم تستثن حتى الأطفال والمراهقين، كأجهزة الكمبيوتر، الآيباد، وأجهزه الاتصالات الذكية مثل الآيفون والبلاك بيري.
وتوفير هذه الأجهزة من قبل الأسر للأطفال دون أن يعي الجميع مخاطر الإدمان على استخدامها خطر حقيقي؛ لأنه قد ينتج عنه أمراض عديدة وسلبيات كثيرة منها مشاكل نفسية؛ حيث من الممكن أن تتسبب للطفل بالانطوائية والاكتئاب وقلة التواصل مع الناس على المدى البعيد، إذا وصل الحد بالطفل أو المراهق إلى الإدمان على استخدامها، كما أنها تؤثر سلبا على التركيز وتشتت الذاكرة وتعيق قدرة الطالب على الحفظ.

والجلوس لفترات طويلة أمام شاشة الكمبيوتر والألعاب الإلكترونية قد يتسبب في خمول وظائف الدماغ وإجهاده، ولا ننسى خطورتها على العين، البشرة، المخ، الكلى، والأعضاء التناسلية، إلا أن أكثر هذه الأعضاء تعرضاً للخطر هو العين بلا شك.
ومع ذلك، يجب أن لا ننسى الفوائد العديدة لهذه التقنيات والأجهزة ومدى حاجة الإنسان لها ولخدماتها، إلا أن سوء استعمالها بهذا الشكل ستنتج عنه هذه التأثيرات السلبية والخطيرة.
ومع كثرة استعمال الأجهزة الإلكترونية وتنوعها، إلا أنني سأتحدث عن جهاز لا يكاد يخلو بيت فيه طفل من عمر السنتين وأكثر منه، وهو جهاز الآيباد، والذي انتشر بين أيدي الصغار قبل الكبار بشكل أتعجب منه، وسأعرض بعضا من أضراره والمشاكل التي قد يسببها نتيجة استعماله بشكل سيئ، ومنها:
أمراض التشنج في عضلات العنق والظهر؛ بسبب الجلوس المطول وغير الصحيح والانحناء أثناء استعمالها، مما يسبب آلاما في الرأس والعنق والكتفين، إضافة إلى أمراض السمنة، العزلة، الانطوائية، الكسل، والخمول الجسدي والفكري.
وبالإضافة إلى كل هذه المشكلات، لا ننسى خطورتها من الناحية الأخلاقية والتربوية على الأطفال والمراهقين، حيث إن تصفحهم للمواقع الإلكترونية من خلال هذه الأجهزة من دون رقابة ولو من بعيد، قد يجعلهم يطلعون -ولو عرضا- على مواقع تضر بأخلاقهم وتثير لديهم مشاعر غريزية غير منضبطة، والطفل عندما يرى مناظر مخلة بالآداب والأخلاق في تلك المواقع، وهو في عمر صغير يستعصي عليه أن يستوعب أو يفهم ما يراه أمامه، فتجده يتردد على هذا الموقع ويبحث عن غيره بعد تجاوز مرحلة الخوف في المرة الأولى؛ لأن هذا الخوف يتلاشى ويصبح الطفل أو المراهق من مرتادي هذه المواقع عافانا الله وأبناءنا منها، كما لا ننسى المواقع الهدامة فكريا والتي تحرض على زعزعة الأمن وإثاره الفوضى والتحريض على القتل والعنف، وغيرها من المواقع الهدامة فكريا وعقليا وجسديا.
ومع كل هذا، يجب أن لا نغلق الأبواب على الأبناء ونضيق عليهم، ولكن لا بد من التأكد من أنهم على المسار الصحيح، ولقد أعجبتني مقولة للشيخ الداعية صالح المغامسي إمام مسجد قباء بالمدينة المنورة، عندما تحدث عن ابنه المراهق وكيف أنه أعطاه الحرية مع غرس الوازع الديني والأخلاقي في نفسه ولم يغلق عليه، ثم يصرح بأنه لم يفتش لابنه في جوال أو جهاز يخصه قط في يوم من الأيام، لكنه عقلها وتوكل، والله الموفق.